الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 19 إبريل 2002 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الملاءة النازلة من السماء
صعد بطرس على السطح ليصلي ... فرأى السماء مفتوحة وإناء نازلاً عليه مثل ملاءة عظيمة مربوطة بأربعة أطراف ومُدلاة على الأرض ( أع 10: 9 -11)
سمع بطرس من الرب بعد قيامته عن الكرازة بالإنجيل لكل الخليقة ( مر 16: 15 ) ومع هذا لم يفهم أن الكرازة بالإنجيل ستذهب إلى الأمم؛ لكن ها قد جاءت اللحظة الحاسمة التي فيها يفهم بطرس أن حائط السياج المتوسط قد نُقِض.

لقد تأخر الرسول بطرس في يافا أياماً كثيرة، ولا يذكر الروح القدس شيئاً عن خدمته هناك. لقد كان ينتظر الرب لأجل الإرشاد. وكان رُسُل كرنيليوس يقتربون من يافا عندما كان بطرس على السطح يصلي، وبينما كان على السطح وقعت عليه غيبة، وقد رأى رؤيا الملاءة النازلة من السماء المفتوحة، تلك الملاءة المربوطة بأربعة أطراف ومُدلاة على الأرض، وتحتوي الملاءة على حيوانات طاهرة وحيوانات نجسة، والصوت الذي من السماء طلب من بطرس أن يذبح ويأكل. إن الرسول بطرس بعد الإعلان الذي جاء له من الآب، وبعد أن أعلن له الرب عن حقيقة موته، تسرَّع كعادته بالقول "حاشاك يا رب أن يكون لك هذا" ( مت 16: 12 )، وها هو هنا يعترض بالقول: "كلا يا رب لأني لم آكل قط شيئاً دنساً أو نجساً"، فجاء الصوت ثانية يُخبره "ما طهّره الله لا تدنسه أنت" وكان هذا على ثلاث مرات ثم ارتفعت الملاءة إلى السماء ورجعت إلى المكان الذي نزلت منه. والآن ماذا يعني كل هذا؟

إن الإناء الذي مثل الملاءة صورة للكنيسة، والأطراف الأربعة تمثل أطراف الأرض الأربعة، والحيوانات الطاهرة تمثل اليهود، والحيوانات النجسة تُمثّل الأمم. ولكن كل مَنْ في الملاءة أصبح طاهراً بعمل المسيح وبنعمة المسيح، وكما يقول الرسول بولس "وهكذا كان أُناس منكم، لكن اغتسلتم بل تقدستم بل تبررتم باسم الرب يسوع وبروح إلهنا" ( 1كو 6: 11 ). فالمؤمنون ـ سواء من اليهود أو الأمم ـ قد أُفتدوا بدم المسيح، وخلصوا بالنعمة. وما كتبه الرسول في رسالة أفسس يتضح في رؤيا الملاءة؛ وهو أن الأمم صاروا شركاء في الميراث والجسد ونوال موعده في المسيح بالإنجيل ( أف 3: 6 ). والإناء نزل من السماء وارتفع إلى السماء، وهذا يُعلن المصدر السماوي والمصير السماوي الذي للكنيسة. وكما ارتفع الإناء إلى السماء، هكذا الكنيسة يوماً ما ستؤخذ إلى السماء لتتمتع بنصيبها السماوي.

أرنو جابلين
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net